سعيد الحاج

طبيب وكاتب فلسطيني

باحث سياسي مختص في الشأن التركي

باحث في الشأن التركي: بلورة أسس تفاهم بين أنقرة وموسكو بشأن ليبيا وسوريا أصبحت أكثر تعقيداً

0

باحث في الشأن التركي: بلورة أسس تفاهم بين أنقرة وموسكو بشأن ليبيا وسوريا أصبحت أكثر تعقيداً

لقاء – يورونيوز

يجري وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو تستغرق يومين ، لبحث مستجدات الأوضاع في سوريا وليبيا. وأوضحت الخارجية التركية في بيان، أن أونال والوفد المرافق له، أن الوفد التركي سيبحثون مع مسؤولين روس، مسائل اقليمية عدة، في مقدمتها الأزمتان السورية والليبية.

وأضاف البيان أن الوفد التركي سيبحث مع مسؤولين روس، مسائل اقليمية عدة، في مقدمتها الأزمتان السورية والليبية.

سعيد الحاج، الباحث في الشأن التركي: ما يحكم علاقات تركيا وروسيا هو التنافس أكثر من التحالف.

وللتعرف على أبعاد هذه الزيارة للوفد التركي في هذا الوقت بالضبط، اتصلنا بالدكتور سعيد الحاج، الباحث في الشأن التركي والمقيم بإسطنبول فقال لنا

“على الرغم المسار الإيجابي للعلاقات التركية – الروسية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والتجاري وملف الطاقة ومنظومة إس400 الدفاعية، ورغم التفاهمات التي أبرمها البلدان في سوريا، إلا أنهما ما زالا بعيدين عن بلورة موقف موحد تجاه العديد من القضايا الإقليمية، بل يمكن القول إنهما يقفان على طرفي نقيض إزاءها، وفي مقدمتها الأزمتان السورية والليبية. وبالتالي يحكم علاقاتهما التنافس أكثر من التحالف.

يورونيوز
دكتور سعيد الحاج، باحث في الشأن التركي مقيم بإسطنبوليورونيوز

وأضاف الباحث الفلسطيني سعيد الحاج ” ففي سوريا، يدعم كل منهما أحد طرفي الصراع المحلي، وبينما تسعى موسكو لفرض سيطرة النظام على كافة الأراضي السورية وخصوصاً إدلب، ترغب أنقرة في تثبيت وقف إطلاق النار في الأخيرة ومنع تقدم النظام نحوها. وفي ليبيا، تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني بينما تقف موسكو ميدانياً إلى جانب حفتر وإن لم تعلن صراحة ورسمياً انحيازها له”.

أنقرة بحاجة للتفاهم مع موسكو

ومضى قائلا “حرصاً على العلاقات البينية وكذلك على تحقيق أهدافها في الأزمتين، تبدو أنقرة بحاجة للتفاهم مع موسكو كما حصل في محطات سابقة، لا سيما وأن إدلب تشهد حشداً لقوات النظام وتصعيداً في الآونة الأخيرة، ما يهدد اتفاق سوتشي بالانهيار التام. كما أن الأزمة الليبية قد وقفت عند حدود سرت، حيث ساهم السلاح الروسي في وقف تقدم قوات الوفاق نحوها والسيطرة عليها. أكثر من ذلك، فقد فتحت المبادرة الأخيرة لوقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية الباب لمرحلة جديدة في ليبيا، ما يدفع الأطراف المنخرطة للحوار والتفاوض”.

سعيد الحاج: المسألة السورية أصبحت بمثابة شأن داخلي تركي لتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على تركيا

ويعتقد سعيد الحاج أنه “إذا ما كانت المسألة السورية قد أصبحت بمثابة شأن داخلي تركي لتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على تركيا عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وحتى اجتماعياً، فإن الأزمة الليبية لها علاقة بالتنافس الجيوسياسي في المنطقة وملف أمن الطاقة في شرق المتوسط، ما يجعل القضيتين على رأس سلم أوليات أنقرة”.

دلالات الانخراط المتأخر نسبياً لأنقرة

وعن دلالات الانخراط المتأخر نسبياً لأنقرة – مقارنة مع أطراف أخرى – في الأزمتين قال لنا “الانخراط المتأخر نسبياً لأنقرة – مقارنة مع أطراف أخرى – في الأزمتين وتناقضها فيهما مع عدد من الأطراف الإقليمية الفاعلة التي تشكل محوراً منسقاَ في مواجهتها يضعف موقفها إلى حد ما، ما يدفعها في كليهما لاعتماد استراتيجية مرنة ومعقدة نوعاً ما. فمن جهة تسبغ أنقرة مسوغات قانونية وسياسية على دورها من خلال حق الدفاع عن النفس ضد المنظمات الإرهابية في سوريا والاتفاق الذي أبرمته مع الحكومة المعترف بها دولياً في ليبيا”.

تعويل تركيا على إقناع الأطراف الأخرى بأنه لا يمكن تجاهل مصالحها في المنطقة

وأضاف ” من جهة أخرى، تعتمد في السنوات القليلة الأخيرة القوة الذكية في سياستها الخارجية مازجة بين القوتين الناعمة والخشنة، والأخيرة تحديداً تبدو أكثر بروزاً مؤخراً، حيث تعوّل تركيا على إقناع الأطراف الأخرى بأنه لا يمكن تجاوزها أو تجاهل مصالحها في المنطقة كما في السابق اعتماداً على أوراق قوتها الذاتية وفي مقدمتها القوة العسكرية”.

إدراك أنقرة صعوبة تحقيقها أهدافها في ظل تعقد الملفات وتشابكها

وبشأن إدراك أنقرة صعوبة تحقيقها أهدافها في ظل تعقد الملفات وتشابكها وتعدد القوى المنخرطة فيها قال لنا الباحث في الشأن التركي د. سعيد الحاج

“تدرك أنقرة صعوبة تحقيقها أهدافها في ظل تعقد الملفات وتشابكها وتعدد القوى المنخرطة فيها، ولذلك فهي تسعى إلى شراكات وتفاهمات وحوارات مع مختلف الأطراف، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا، بحيث يمنحها ذلك شيئاً من المرونة والاستقلالية النسبية في القرار، وبحيث لا يُلزمها ذلك بخيارات ثابتة لا تتوافق مع رؤيتها ومصالحها. وهو ما يفسر زخم تواصلها وحواراتها مع واشنطن وموسكو على وجه التحديد، حيث يشكل موقف الأولى غطاء لها في ليبيا، بينما نفذت معظم عملياتها العسكرية في سوريا بالتنسيق مع الثانية”.

النزاع في شرق المتوسط

وفي سياق متصل وبشأن النزاع في شرق المتوسط يقول د. سعيد الحاج “يضاف لكل ذلك التوتر الأخير مع اليونان في شرق المتوسط وارتفاع احتمالات المواجهة العسكرية، والذي لم تبد موسكو إزاءه حتى اللحظة موقفاً واضحاً، خصوصاً وأنها تتمع بعلاقات جيدة مع الطرفين، وهو أمر ستحرص أنقرة على استجلائه خلال الزيارة”.

الاسترتيجية السياسية التي تعتمدها أنقرة

و عن الاسترتيجية السياسية التي تعتمدها انقرة أساسا لتسيير عدة ملفات دولية تعتبر شائكة منها النزاع في سوريا و ليبيا يرى الباحث في الشأن التركي د.سعيد الحاج ” تبدو جولة الحوار الحالية مع موسكو مهمة بالنسبة لأنقرة، لكن لا ينبغي برأيي رفع سقف التوقعات منها كثيراً. فمساحات التفاهم الممكنة بين الجانبين باتت أضيق من السابق بشكل ملحوظ، كما أن الملف الليبي أصبح كثر تعقيدا بكثير من السوري بما لا يجعل أي تفاهم مفترض بينهما محورياً وحاسماً في مسار الأزمة كما حصل سابقاً في سوريا في أكثر من منعطف”.

تركيا و روسيا تجددان تأكيدهما بأن لا حل عسكري للأزمة في ليبيا

وفي الثاني والعشرين من الشهر الماضي جددت تركيا وروسيا تأكيدهما بأن لا حل عسكري للأزمة في ليبيا. وأشار بيان لوزارة الخارجية التركية إلى أن زعيمي تركيا وروسيا أطلقا مبادرة في إسطنبول في 8 يناير/ كانون الأول بهدف تهدئة الوضع على الأرض في ليبيا وإعداد أرضية من أجل العملية السياسية، مبينًا أن تركيا وروسيا تجددان التزامهما القوي بسيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها، وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وأكد البلدان أنه لا حل عسكري للأزمة في ليبيا، ولا يمكن حل المشكلة إلا عبر عملية سياسية بقيادة الليبيين ورعايتهم وتسهيل من الأمم المتحدة.

وأكدت المشاورات بين الجانبين التركي والروسي ضرورة الاستمرار في مكافحة الأشخاص والكيانات الإرهابية في ليبيا المحددة من قبل مجلس الأمن الدولي. وجددا عزمهما حيال مواصلة الاتصالات الثنائية بهدف ضمان أمن واستقرار ليبيا وتحسين الوضع الإنساني.

وأوضح البيان أن البلدين توصلا إلى اتفاق بخصوص؛ مواصلة الجهود المشتركة بما فيها تشجيع الأطراف الليبية بهدف تهيئة الظروف من أجل إعلان وقف إطلاق نار دائم، وتعزيز الحوار السياسي بين الليبيين بتنسيق مع الأمم المتحدة بشكل يتناسب مع نتائج مؤتمر برلين.

كما اتفقا على ضمان الوصول الإنساني الآمن، ودعوة الأطراف إلى اتخاذ التدابير لضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لجميع المحتاجين، وتقييم إنشاء مجموعة عمل مشتركة خاصة بليبيا، وإجراء المشاورات اللاحقة بأقرب وقت في العاصمة موسكو.

برلمان اليونان يصدق على اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع مصر

وفي سياق متصل، صدق البرلمان اليوناني مساء الخميس على اتفاق ثنائي بشأن ترسيم حدود المناطق البحرية بين اليونان ومصر في شرق البحر المتوسط، وهو اتفاق أغضب تركيا وسط تصاعد التوترات بين أنقرة وأثينا. وتعتبر هذه الاتفاقية رداً على الاتفاقية التركية الليبية الموقعة في نهاية عام 2019 والتي تسمح لتركيا بالوصول إلى منطقة كبيرة في شرق البحر المتوسط حيث تم اكتشاف احتياطات كبيرة من الغاز في السنوات الأخيرة.

ومنذ سقوط نظام معمّر القذافي في العام 2011، تشهد ليبيا نزاعات متتالية أرهقت شعب البلد الذي يملك أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا.

ومنذ 2015 تتنازع سلطتان الحكم: حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السرّاج ومقرها طرابلس وحكومة موازية يدعمها المشير خليفة حفتر في شرق البلاد.وتمكنت حكومة الوفاق بدعم تركي من صدّ هجوم شنّه حفتر على طرابلس في نيسان/أبريل 2019، واستعادت في حزيران/يونيو السيطرة على كلّ الغرب الليبي.

وأعلن كل من السلطتين في وقت سابق وقف إطلاق نار في البلاد وتنظيم انتخابات مقبلة. وعزّز هذا الإعلان الآمال بتحسّن الأوضاع في ليبيا، لكنّه لم يبدّد الشكوك في إمكان تطبيقه نظراً إلى أنّ البلاد تشهد منذ سنوات أعمال عنف وتدخلات خارجية مباشرة. كما تعاني البلاد أزمة معيشية واجتماعيّة خانقة فاقمتها النزاعات ووباء كوفيد-19.

وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مؤخرا أن أكثر من 16 ألف شخص نزحوا بسبب المعارك الأخيرة التي استعادت خلالها قوات حكومة الوفاق السيطرة على كامل الغرب الليبي.

أما أنقرة، فرهانها كبير في ليبيا التي كانت حتى 1912 جزءا من الإمبراطورية العثمانية. وقدمت تركيا طائرات لدعم قوات حكومة الوفاق وأرسلت مرتزقة سوريين، ما أتاح قلب موازين القوى لصالح حكومة السراج.

انتهاء المناقشات حول الدستور السوري في جنيف بلا نتيجة ملموسة

وفي سياق متصل انتهت المناقشات حول الدستور السوري في جنيف السبت بلا أيّ نتيجة ملموسة، لكنّ موفد الأمم المتّحدة الخاصّ إلى سوريا غير بيدرسن أكّد أنّ المشاركين وجدوا “نقاطًا مشتركة” ويتطلّعون إلى الاجتماع مجدّدًا. وأقرّ بيدرسن بأنّه بعد ما يقرب من عشر سنوات من النزاع، “من الواضح أنّه لا تزال هناك خلافات قويّة جدًا”. لكنّه قال إنّه “سعيد للغاية للاستماع إلى رئيسَي” جلسات المناقشات، ممثّل حكومة الرئيس بشّار الأسد وممثّل المعارضة “يقولان بكلّ وضوح إنّهما وجدا نقاطًا مشتركة عدّة”.

غير أنّ المشاركين لم يتّفقوا على فحوى جلسة المناقشات المقبلة أو تاريخها. وكانت المحادثات حول الدستور السوري قد تمّ تعليقها الإثنين بعد أن ثبتت إصابة أربعة مشاركين فيها بفيروس كورونا المستجدّ إثر خضوعهم للفحص لدى وصولهم إلى جنيف.

وأعلنت الأمم المتّحدة استئناف هذه المحادثات عبر لجنة مصغّرة تضمّ 45 شخصاً تمّ اختيارهم بالتساوي من جانب دمشق والمعارضة وبيدرسن بهدف إشراك ممثّلين للمجتمع المدني. واللجنة الدستوريّة السوريّة المكلّفة إصلاح دستور عام 2012 بهدف تنظيم انتخابات مقبلة، شُكّلت في 30 تشرين الأوّل/أكتوبر في الأمم المتّحدة في جنيف بحضور 150 شخصاً. ولاحقًا، كُلّفت لجنة مصغّرة الخوض في تفاصيل الدستور. وتأمل الأمم المتّحدة في أن تفسح هذه الآليّة المجال أمام تسوية سياسيّة للنزاع في سوريا، الذي أسفر عن أكثر من 380 ألف قتيل منذ 2011.

من جهتها حمّلت روسيا الخميس الولايات المتحدة مسؤولية مواجهة جرت في سوريا وقامت خلالها آليات عسكرية روسية ومروحيات باعتراض عربتين مصفحتين أميركيتين، ما أسفر عن إصابة عسكريين أميركيين بجروح. وكان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أعلن في بيان أن مركبة روسية صدمت مركبة أميركية مضادة للألغام “ممّا تسبّب في إصابة طاقم المركبة بجروح”. ونشرت وزارة الدفاع الروسية بيانا قالت فيه إنها كانت قد نبهت التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، إلى عبور قافلة لشرطتها العسكرية.

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن الوضع في سوريا: “مأساة كبيرة”

من جانب آخر وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الوضع في سوريا بأنه “مأساة كبيرة”، مشيرةً أن الدعم الروسي لنظام بشار الأسد عزز ذلك.وقالت ميركل، خلال مؤتمرها الصحفي الصيفي التقليدي في برلين: “إنها مأساة كبيرة تحولت فيها آمال ما كان يسمى ذات مرة بالربيع العربي إلى نقيضها”. وأضافت: “الوضع مأساوي، لأن نصف سكان سوريا إما فارون أو غادروا البلاد”، مشيرةً أن “الناس أرادوا بحق التصدي لديكتاتور ما يزال في منصبه”.

شارك الموضوع :

اترك رداً