وطار القلب يسبقه الفؤادُ

اليوم مساءً (قبل ما يقرب من ساعتين) توجهت القافلة الأولى من الحجاج الأتراك إلى الأراضي المقدسة

كان يوماً غير عادي في مطار اسطنبول الدولي، اكتظاظ لا يخالطه تململ أو غضب، وجو روحاني جميل يخيم على الجميع..

أحد العجائز الذاهبين ضمن القافلة قال لي: قدمت طلباً للحج خمس مرات متتالية، وهذه المرة قُبِلت. ثم أكمل والدمع بدأ يتحرك في عينيه: شوقي لرسول الله يحملني إلى هناك، تصور: الله تعالى دعاني لزيارة بيته، فكيف لا ألبي الدعوة؟؟!! سألته: عندما ستقف أمام الكعبة المشرفة أو قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بماذا ستفكر أو تشعر؟؟ قال -غيرَ قادر على حبس دموعه المنهمرة بغزارة هذه المرة- : سأقول له: كيف لقدماي أن تمرا وتدوسا على نفس الأرض والأمكنة التي داستها قدماك يا رسول الله. !!!

والي اسطنبول -الذي أتى لتوديع الحجاج- قال لهم: تتحركون من أجمل مدن الدنيا/اسطنبول إلى أقدس مدن الدنيا/مكة والمدينة، ومن مدينة الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري/إسلامبول (التعبير له وليس لي) إلى مدينة حبيب الرحمن محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.. لاتنسونا من دعائكم. !!

مفتي اسطنبول قدم بعض النصائح والإرشادات للحجاج من واقع مشاهداته خلال حجه لعدة مرات، داعياً
إياهم للتركيز على العبادة وعدم الإنشغال بتوافه الأمور التي من الممكن أن تجرح حجهم، مشيراً إلى أن عدد المتقدمين للحج هذه السنة من تركيا بلغ مليون شخص، قبل منهم تسعون ألفاً. !!

كان مساءً مشحونا بالحب والعواطف الجياشة

قلت:
لبيت الله ذاب القوم شوقاً .. فطار الجسم يسبقه الفؤادُ
لرؤية خير خلق الله تاقوا .. وحبُ الله للعشّاق زادُ 

تقبل الله منهم، ومن الذين سيلحقون بهم، ومن كل حجاج بيته الحرام، وجعلنا منهم في السنوات المقبلة.

Total
0
Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقال السابق

تساؤلات حول خطاب عباس في الأمم المتحدة

المقالة التالية

بيننا وبينهم الجنائز .. شعب يبكي لدموع قائده

المنشورات ذات الصلة