مصر:مجاملات إعلامية و وساطات دبلوماسية لإعادة العلاقة مع تركيا
قدس برس – تقرير
بدأ النظام المصري مؤخراً في رفع وتيرة محاولاته من أجل إعادة تطبيع العلاقات مع الجانب التركي، فبعد التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية المصري، سامح شكري نهاية الشهري الماضي، وأعرب فيها عن رغبة بلاده بعودة العلاقات مع تركيا، بدا أن النظام المصري قرر الانتقال من أسلوب المجاملات الإعلامية إلى القنوات الدبلوماسية.
وعلمت “قدس برس” في هذا الصدد، أن رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر الصباح، قام مؤخراً بالتواصل مع الجانب التركي، بناء على طلب مصري، من أجل ترطيب العلاقة المتوترة بين البلدين، منذ أحداث 30 حزيران/ يونيو التي أدت إلى الإطاحة بنظام الرئيس المنتخب محمد مرسي.
ومنذ أحداث 30 حزيران/يونيو، مرت العلاقة بين الجانبين، بفترات طويلة من التوتر وتبادل الاتهامات، حيث سارعت تركيا إلى وصف النظام المصري بأنه انقلابي، ورفضت الاعتراف بشرعيته، بينما لم يتوانى النظام المصري عن اتهام تركيا بتوفير ملاذ آمن لعناصر وقيادات جماعة “الإخوان المسلمين” المطلوبين أمنياً، واتباع سياسات تنمي نفوذ الحركات “الإرهابية” وقدرات التنظيمات الإسلامية المتشددة.
وبحسب سعيد الحاج ، الخبير بالشؤون التركية، فقد مرت العلاقات بين البلدين بثلاث مراحل، الأولى هي رفض تركيا أي تواصل مع النظام المصري باعتباره نظام انقلابي، أما المرحلة الثانية فلم يعد هناك رفض مبدئي من الجانب التركي للتواصل، لكنه بدأ يتحدث عن اشتراطات لإعادة العلاقة مع الجانب المصري، تركزت على الأمور المتصلة بحقوق الانسان والتضييق على الحريات والأحكام التي يصدرها القضاء المصري.
وتابع الحاج في حديثه لـ “قدس برس”: أن العلاقات بين البلدين، دخلت في الفترة الأخيرة إلى المرحلة الثلاثة، “وهي المرحلة التي لم تعد تقوم فيها أنقرة بوضع شروط واضحة المعالم من أجل إعادة العلاقات مع القاهرة، بالقدر الذي باتت فيه تبدي رغبتها في إعادة العلاقات مع مصر”.
ويرى الحاج أن الرغبة في إعادة العلاقة بين الطرفين، باتت مشتركة، بسبب أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية، إضافة للمتغيرات الإقليمية التي تفرض على جميع تنحية الخلافات جانباً.
لكن الحاج أضاف أن أي انفراجات في العلاقة بين البلدين في الوقت الحالي، مرهونة بعدد من المحددات، الاقتصادية والسياسية والوقتية، مؤكدا أن “عودة العلاقات من البوابة الاقتصادية سهل جداً، وقد بدأ منذ وقت طويل بين الطرفين عبر تبادل الوفود وإن كان تسارع مؤخراً، أما عودتها من الجانب الدبلوماسي، فيحتاج لوساطة ووقت طويل من أجل نزول الطرفين على الشجرة”.
ولا يتوقع الحاج أن تسفر الجهود الدبلوماسية إلى علاقات على المستوى الرئاسي بين البلدين، حيث يعتقد الحاج أن تبقى العلاقات على مستوى دبلوماسي محدد، مشدداً على أن “أي انفراج سياسي لن يكون قريباً جداً، ولن يكون على مستوى عالي جداً كما كان قبل الانقلاب”.