في باردنا
19.06.2012
على هامش الأحداث …
يعود مخيم نهر البارد للواجهة (لدى البعض، أو القلة منا فقط) …
يعود -كما دائماً- بدماء أبنائه وعذاباتهم…
هناك، وهناك فقط، يصبح الجيش اللبناني “جيشاً” له هيبته التي لا تمس..
ويجب أن يرد على الهتاف بالضرب، وعلى الحجارة بالرصاص الحي المباشر..
هناك أيضاً يرتقي شهيد على يد “المضيف” الكريم، ثم قبل أن يدفن، يستشهد آخرون، بنفس اليد ولنفس السبب…
هناك -كما تعودنا- ليس للدم حرمة ولا للإنسان قيمة…
هناك قتِلنا ونُقتل دون عناء ودون اعتذار حتى، لأنه لا وليّ لدمنا يسأل عنه وعنا…
ولذلك كتبت له وعنه:
“في باردنا”
في “بارِدِنا” جرحٌ ينزف دمعاً ودماً من سنواتٍ خمسْ
في “باردنا” يُقتلُ طِفلٌ ،
يُصفَعُ رجلٌ،
تُشتمُ في الشارع سيدةٌ،
يُدفعُ شعبٌ نحو اليأسْ
……
في “باردنا” نُمنَعُ عَمَلاً،
نُمنَحُ ذلاًً،
نُوسَعُ شتماً،
ك”نفاياتٍ” (1) نُجمَعُ قسْراً،
كي “نتطهّرَ” تحت الشمسْ
….
في “باردنا” يُغلقُ فمُنا،
لا نتكلم إلا رمزا،
لا تُتقبّلُ منّا شكوى،
يُمنع عنا حتى الهمسْ
……
في “باردنا” نصمتُ يوماً،
نصبرُ شهراً،
نضبط أنفسنا أعواماً،
لكنّا لا نسْكتُ دهراً،
أو نعتادٌ الذلة أبداً،
لا بُدَّ لِغدِنا أنْ يُشرقَ
بعد ظلام وظلم الأمسْ
…….
في “باردنا” ننسى نأكلُ،
ننسى نشربُ،
ننسى أسماءَ الأطفال ِ،
وننسى تاريخَ الأيّام ِ،
وننسى حتى أن نتنفّسَ،
لكنّا لا ننسى القدسْ
…………
(1): كان هناك تصريح لوزير لبناني قبل سنوات أن لبنان غير مضطر لاستضافة “نفايات بشرية”.