الجيش التركي قريبا إلى “شرق الفرات”.. عملية عسكرية أم اتفاق؟

 

الجيش التركي قريبا إلى “شرق الفرات”

عملية عسكرية أم اتفاق؟

تقرير – عربي21- حسين مصطفى

أثار تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول استعداد الجيش التركي لدخول منطقة شرقي نهر الفرات “قريبا جدا”، سؤالا حول الآلية التي ستمهد دخول تلك القوات إلى المنطقة، إذ أنه لم يوضح إن كان سيجري ذلك بعملية عسكرية، أو في إطار الاتفاق الأخير الذي جرى مع واشنطن.

وتوقع الرئيس التركي، الاثنين، أن تدخل قوات بلاده البرية إلى منطقة شرقي الفرات في “وقت قريب جدا”.

وأضاف أردوغان: “نأمل ألا يلجأ أحد إلى اختبار عزمنا على تطهير حدودنا مع سوريا من الإرهابيين “.

ولفت إلى أن كل التحضيرات جاهزة بشأن شرقي الفرات، وستقوم أنقرة بتحقيقها إذا حاول البعض وضع العراقيل.

الخبير في الشأن التركي سعيد الحاج قال، إن ما صرح به الرئيس أردوغان حول دخول الجيش التركي لشرق الفرات، “لم يكن واضحا”، مشيرا إلى أن ما قاله “ينصب في نفس إطار التصريحات التي صدرت عن المسؤولين الأتراك، والتي بمجملها غير واثقة بالوعود الأمريكية، وبالاتفاق الأخير حول المنطقة الآمنة”.

ورأى في حديث لـ”عربي21″ أن “أنقرة تظن أن الولايات المتحدة الأمريكية أبرمت معها هذه الاتفاقية لنزع فتيل العملية العسكرية التي كانت أنقرة على وشك  القيام بها في شرق الفرات، وذلك بهدف حماية قوات سوريا الديمقراطية”.

وتوقع أن يبقى الموقف التركي على حاله بشأن تصميمه على دخول هذه المناطق عبر عملية عسكرية، مستدركا بالقول: “لكن عملية إما بالتعاون مع أمريكا، وهذا ما ترغبه وتريده أنقرة، وإما بمفردها ودون تنسيق وخارج إطار التفاهمات السابقة”.

وشدد على أن المسؤولين الأتراك صرحوا مرارا أنهم لن يسمحوا لواشنطن بالمماطلة في موضوع المنطقة الآمنة، كما فعلت معهم في منبج سابق، مضيفا: “أردوغان هنا يؤكد على الأهداف التركية أكثر مما يؤكد على الوسيلة أو الأداة التي ستنفذ بها وعودها، “وكأنه يريد أن يضغط أكثر على واشنطن للالتزام الكامل بما اتفق عليه بشأن المنطقة الآمنة”.

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو حذر من عدم التزام الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ وعودها بشأن المنطقة الآمنة في “شرق الفرات” بسوريا، مثلما حدث في “منبج”.

وقال، إن “هناك مسائل يتعين تحديد تفاصيلها ضمن الاتفاق التركي-الأمريكي حول المنطقة الآمنة بسوريا، مؤكداً على ضرورة إخراج تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي من شرق الفرات”.

بدوره، استبعد المتخصص في الشأن التركي علي باكير أن تشهد المرحلة الحالية دخول القوات التركية إلى شرق الفرات، غير أنه قال : “إذا حصل ذلك، فعلى الأرجح سيتم بالاتفاق بين انقرة وواشنطن، لأنه لا يوجد مصلحة لدى الطرفين في حصول صدام عسكري شرق الفرات”.

وأضاف باكير في حديث لـ”عربي21″ أن الاتفاق التركي الأمريكي حول المنطقة الآمنة شرق الفرات، هو اتفاق جاء كحل وسط بين الطرفين، وهو ذو طابع تكتيكي، مشيرا إلى أنه لا يمكن الجزم بأن الجانب الأمريكي سيلتزم بهذا الاتفاق إلى النهاية، أو سيتم تطويره لاحقا تحت ضغوط تركية، مستدركا: “لكن الطرفان اتخذا إجراءات البدء في تنفيذ هذا الاتفاق كمرحلة أولى”. في إشارة إلى بدء العمل فعليا بمركز العمليات المشترك الأمريكي التركي.

 

وكانت أنقرة وواشنطن توصلتا لاتفاق في وفي 7 آب/ أغسطس الجاري يقضي، بإنشاء “مركز عمليات مشترك” في تركيا خلال أقرب وقت، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا.

Total
0
Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقال السابق

هل ستصمد العلاقات التركية - الروسية في إدلب؟

المقالة التالية

زيارة اردوغان لروسيا: هل من جديد؟

المنشورات ذات الصلة