طيلة يومين (البارحة واليوم) عقدت في اسطنبول ورشة عمل “لالانتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية” بتنظيم مشترك بين تنسيقية السياسة الشعبية التابعة لرئاسة الوزراء التركية ومعهد التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون.
شارك في الورشة أسماء بارزة من العالم العربي خاصة من مصر وتونس، إضافة إلى تركيا وفلسطين والولايات المتحدة وأوروبا، مثل: الشيخ راشد الغنوشي، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الأستاذ فهمي هويدي، الأستاذة نادية مصطفى، الوزير محمد عوض والدكتور أحمد يوسف والأستاذ محمود المدهون (فلسطين)، والدكتور ناصر المانع (الكويت)، والسيد ابراهيم أكالين مستشار رئيس الوزراء والدكتور امر الله إشلار النائب في البرلمان، وأستاذ الفلسفة الدكتور برهان كور أوغلو (تركيا)، إضافة إلى العديد من شاب الثورة في مصر وتونس..الخ
اليوم (الجمعة) كان هناك لقاء ختامي مفتوح للصحافة والجمهور، شارك به الشيخ الغنوشي والدكتور أبو الفتوح والأستاذ هويدي، سجلت على هامشه من كلامهم بعض الومضات، أحببت ان أشكرككم بها:
الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح:
1.ضرورة فصل الدعوة عن الحزب السياسي لدى الإسلاميين.
2.أهم ما يجب ان يهتم به الإسلاميون (وما يهتم به هو في حملته الإنتخابية) هو الأهداف الاقتصادية والاجتماعية
3.نصيحة للإسلاميين بالبعد عن الشعارات والتركيز على برامج عملية لحل المشكلات القائمة.
4.لا يرى أبو الفتوح أن المجلس العسكري بمصر “يريد” ان يبقى في السلطة رغم أنه يرى تباطئاً في عمله. !!!! (هذه النقطة تحديداً أثارت موجة من الأسئلة والانتقادات من قبل الحاضرين، خاصة من قبل الشباب)
الشيخ راشد الغنوشي:
1.أراهن على الإسلاميين ونجاحهم، فقد راهنا على الجميع من قبل.. لماذا لا نراهن على الإسلاميين؟؟ الجامعات التي خرجت غيرهم من النخب خرجتهم هم أيضاً في الوطن وخارجه. تلقوا نفس العلم وبرعوا كما غيرهم، وتكونت نخبة من أصحاب العلم والكفاءات منهم تستحق أخذ فرصتها.
2.الإسلاميون ليسوا ملائكة، هم يصيبون ويخطئون، ولكن لديهم منظومة أخلاقية إسلامية تجعل نسبة الفساد لديهم في أقل درجاتها. هم بشر سيكون منهم فاسدون وسيئون، لكنهم سيكونون أقدر على تقليل الفساد ومحاربته (وليس انهائه تماماً).
3.ما يطرحه الإسلاميون ليس الإسلام ولا يتكلمون هم ولا غيرهم باسم الدين أو باسم الله تعالى. هم يقدمون رؤيتهم لدولة مدنية، وهذا اجتهادهم. يقدمون برنامجاً سياسياً واقتصادياً ليس بالضرورة هو نفسه في مصر، وليس بالضرورة هو نفسه في تونس نفسها من منظور تيار إسلامي آخر.
4.كحزب النهضة، لن نعلن الحرب على الغرب أو العالم، ليس هذا ديننا وليس هذا برنامجنا. كل ما نريده منظومة علاقات دولية جديدة ومنضبطة بالمصالح المشتركة، بما يحفظ استقلالية قرارنا الوطني.
5.كثيرون يسألوننا كم نسبة الأصوات التي سيحصل عليها حزب النهضة، وأقول: ليس هذا المهم، المهم هو العملية بحد ذاتها، أن يستطيع الشعب التونسي أن ينظم انتخابات حرة ونزيهة ويختار ممثليه بنفسه.
6.تونس الآن في فترة انتقالية لن تنتهي بالانتخابات، بل ستستمر لأربع أو خمس سنوات، ولا يجب أن تحكم هذه الفترة فكرة المحاصصة السياسية كما تقرر تفاصيل الديمقراطية. بمعنى: يجب أن يتكون هناك توافق وطني وحكومة ائتلافية بغض النظر عن نسبة الأصوات في الانتخابات، حتى ولو حصل أحد الأحزاب على 51 في المئة من الأصوات.
الأستاذ فهمي هويدي:
1.الثورات حصلت في منطقة من العالم تحوي عقدتين: النفط و”إسرائيل”، وهاتان العقدتان هما بوصلة المواقف السياسية للحكومات الغربية.
2.الشعوب العربية لم تكن تحكم نفسها ولا تحدد نظامها السياسي، الآن هذه الثورات تعيد الأوطان إلى شعوبها.
3.الكثير من التقارير والمقالات في الإعلام الغربي تعبر عن “المفاجأة” التي مثلتها الثورات العربية لصناع القرار في الغرب، الذين قرروا أن يجابهوا الموقف وأن لا يسمحوا له بالتمدد في الكثير من البلاد، وهم يعملون لذلك في صمت طيلة الوقت.
4.وضع مصر خاص من ناحيتين: الأول ان لها حدودا مع دولة “إسرائيل”، والثاني أن النخبة السياسية الحالية لا تعرف حجم التعهدات التي قدمها السادات ومن بعده مبارك للصهاينة والغرب والتي تقيد مصر. مثال: ما صرح به العربي (عندما كان وزيراً للخارجية) من فتح معبر رفح والتعامل مع إيران كدولة في المنطقة..الخ، لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع.
5.الغرب موجود في كل البلدان التي حصلت فيها ثورات: الولايات المتحدة في مصر واليمن، وفرنسا في ليبيا وتونس، ويتدخل ليحاول التقليل من آثارها بل وإفشالها. مثل إعلان الخارجية الأمريكية توزيع 40 مليون دولار “لدعم” الديمقراطية في مصر، وخطوة “إرجاع” علي عبدالله صالح إلى اليمن في تحد للمظاهرات المستمرة ضده منذ سبعة أشهر.
6.التحدي الأبرز أمام الثورة المصرية هو استقلال القرار الوطني والسياسي المصري.
7.ثقافة الإقصاء أشاعها النظام السابق، وقتل الديمقراطية تماماً، حتى انه لم يمنع فقط الانتخابات البرلمانية بل وانتخابات مجلس الطلبة والنقابات. فكان أن تفشت ثقافة الإقصاء حتى في القوى السياسية الموجودة حالياً والتي ثارت على النظام السابق.
8.أغلب الديمقراطيات الغربية لا تنبع من القوانين والدساتير بل من عقول وثقافات ديمقراطية وصلت إليها هذه الشعوب بعد عشرات إن لم يكن مئات السنين. في مصر نبدأ الديمقراطية من الصفر وما زلنا نتعلم، وبالتجربة سنقيم نظامنا الديمقراطي والسياسي.
9.ثراء الدول وغناها الفكري والسياسي والمذهبي عامل قوة، ولكنه قد يتحول إلى عامل ضعف وتفتيت (إسلامي-مسيحي، سني-شيعي، إسلامي-علماني).
10.أخاف (!) من الداعية الذي يتحول إلى سياسي: الداعية يرجع إلى النص، والسياسي يرجع إلى الواقع.
11.تأخر تأسيس نظام سياسي حتى الآن في مصر سببه بعض القوى العلمانية والليبرالية التي تريد إقصاء الإسلاميين وتخوف الناس والمجلس العسكري منهم ومن فوزهم المحتمل في الانتخابات القادمة.
12.في النهاية: أنا متفائل لأن الشعوب العربية كسرت حاجز الخوف وخرجت لنيل حريتها ولن تعود دونها، هذه الثورات هي الميلاد العربي الجديد.