سعيد الحاج

طبيب وكاتب فلسطيني

باحث سياسي مختص في الشأن التركي

يا زمن الردة

0

يا زَمَنَ الرِّدَّة

16.08.2012

يا زَمَنَ الرِّدَّةِ والعملاءْ

يا زَمَنَ الذلةِ والجبناءْ

يا زمناً كرَّمَ أعدائي

واستعذبَ دمْعي وَدِمائي

إذ بدَّلَ أسماءَ الأشياءْ

………….

ذاك المحتلُّ غَدَا جاراً

وبريئاً مِنْ قتل ٍ ودماءْ

يأمُرُنا الدِّينُ بإكرامِه ْ

وَنُجاوِزُ فيهِ ذرى الإطراءْ

أمّا مَنْ جاوَرَنا عُمُراً،

مَنْ حَمَلَ قروناً نفسَ الدِينِ ِ

وذاتَ حكاياتِ التاريخ ِ

وسحرَ اللغةِ وَطُهْرَ الأرض ِ

ويحملُ معنا نفسَ الجُرْح ِ

فيبكي أسفاً وقتَ الحزن ِ

وينشدُ طرباً يومَ الفرح ِ

فأصبح في عرف “الإعلام ِ” عدواً في جهر ٍ وخفاءْ

…………….

يا وطني الثوريُّ المنكوبْ !!!

هل بعد الثورةِ والتطهير ِ تكونُ الرِّدَّة ُ والتخريبْ؟

يمتنعُ البعضُ عَن ِ الإنفاق

ويقصِفُ أهلونا الأنفاق

وَيُنهَشُ عِرْضي في رمضانَ وَحَقي منهوبٌ مسلوب؟؟؟

وَ”يَحِجَُ” أناسٌ منْ وطني للأمريكانْ؟؟

أو “يسعى” البعضُ بِعالي الهمّةِ بينَ الظالم ِ والسجّانْ؟

ما بَيْنَ “صفا” في واشنطنَّ وَجَبَل ِ “المروةِ” تلِّ أبيبْ ؟؟

و”يطوفُ” رجالٌ ونساءٌ بالبيتِ الأبيض ِ دونَ رقيبْ

وحصاةُ الرَّجْم ِ تصيبُ مريضاً في غزَّة يحلمُ بدواء ٍ وطبيبْ؟

يا وطني الثوريُّ المنكوبْ !!!

……………..

كنّا في الماضي إخواناً

فلماذا صِرْنا كالأعداءْ؟؟

مَنْ زيَّفَ صفحاتِ التاريخ ِ

وشوَّهَ وجْدانَ البُسَطاء؟؟

مَنْ حَرَّفَ آيات ِ القرآن ِ

فَجَعَلَ الشدّةَ ضدَّ الإخوة ِ

مِنْ خَيْر ِ صِفات ِ الإيمان ِ

وَجَعَلَ الرَّحمة َ حيثُ أرادَ

وَخَفضَ جناحاً للأعداءْ؟؟

مَنْ جَعَلَ الفحْمة َ بيضاءً

وقدورَ اللبن ِ هيَ السوداءْ؟

ألقيط ٌ مَنْ شاشات ِ العهر ِ

يثورُ بِغضَبٍ مُصْطنع ٍ كيْ ينفثَ حقداً في الأجواءْ؟؟

بَلْ منذ متى كانَ الإعلامُ يقرِّرُ أقدارَ الأوطانْ

ومنذ متى تُفضي الأهواءُ إلى كرْهٍ بينَ الإخوانْ؟؟

مَْن يملكُ حَقَّ قبول ِ العَوْن ِ مِنَ الجزّار

وينسجُ فينا حَبْلَ الودِّ مَعَ الأعداءْ؟؟

ويشيرُ لخِل ٍّ وشقيق ٍ بسهام ِ الشَّكِّ الفتاكة

مِنْ دون ِ دليل ٍ

بالتصريح ِ وبالتلميح ِ وبالإيماءْ؟؟؟

…………….

يا وطني المبحرَ منذ عُصور ٍ في الأهوال ِ وفي الأنواءْ ..

أمسَكَ بالدفة ِ فيكَ سفيه ٌ وَعَميلُ

بالكادِ يفرِّقُ بينَ النار ِ وَبَيْنَ الماءْ

فتقصّدَّ خرقَكَ يا وطني كيْ يُغرقَ حُلْمَك والأبناءْ

مِنْ بعدِ ثلاثينَ عِجافاً

قدْ عُدْتَ كريماً يا وطني

تمخر بالعز عباب المجد إلى العلياءْ

……………..

يا وطني التائهَ في صحراء ِ القرن ِ الواحدِ والعشرينْ

يا وطني الهائمَ في الآفاق ِ على وَجْهِ الشعبِ المِسْكينْ

يا وطناً بَشَّ بوَجْهِ الغربِ،

وَأَعْرَضَ وَنأى رغمَ القربِ،

ونسِيَ الأقصى وفلسطينْ

أتُراكَ قبلتَ ب”سايكِسَ-“بيكو”

كي تقسِمَكَ بلا سِكينْ؟؟

………………

ماذا قدَّمنا للأوطانْ ..

ماذا أبدعنا في الأكوانْ ..

إنْ نحنُ مشينا بعدَ الثورةِ ذاتَ الدربِ كما الفُجّارْ؟؟

قدْ أقبلُ هذا يا وطني

في زَمَن ِ الرِّدةِ والكفارْ

قدْ أفهمُ هذا يا وطني

في زَمَن ِ الضَّعْفِ والاستعمارْ

في زَمَن ِ السَّيْر ِ مَعَ التيّارْ

في زَمَن ِ الخوفِ مِنَ الأعباءِ وخشيةِ بطشَ الاستكبارْ

لكني لا أرضى أبداً

شيئاً من هذا يا وطني

في زَمَنَ الثورةِ والثوارْ !!!

………….

 

شارك الموضوع :

اترك رداً